1 قراءة دقيقة
الهجرة السرية

تعريف الهجرة السرية تُعرف الهجرة السرّية بأنها انتقال شخص أو مجموعة من الناس من مكان لآخر باستخدام طُرق تخالف القوانين الخاصة بالهجرة المحلية والدولية، ويُعرف هذا النوع من الهجرة باسم الهجرة غير القانونية، أو الهجرة غير الشرعية.[٢] وتُعرّف الهجرة السرية لدى الدولة المهاجَر منها بأنها خروج أحد المواطنين من دولته بشكل غير مشروع، سواء كان الخروج من المنافذ غير المشروعة، أو من المنافذ المخصصة للخروج ولكن باستخدام طرق غير مشروعة تتمثّل في الخروج بالتخفّي أو استعمال وثيقة سفر مزورة.[٣] وتُعرّف الهجرة السريّة قانونياً بأنها ظاهرة معروفة لدى الحدود الدولية، يُقصد بها اجتياز حدود البلاد دون الحصول على موافقة السُلُطات سواء كانت سُلُطات الدولة المستقبلة أو الدولة الأصل، لأن الشخص الأجنبي لا يستطيع الدخول لأي بلد إلا باتباع قوانين البلد القادم منها، وقوانين البلد الذاهب إليها، ويكون ذلك عن طريق القيام بالإجراءات القانونية الخاصة بالهجرة حتى تكون الهجرة شرعيّة، ودون تحقق ذلك فإن الهجرة سوف تكون سريّة وغير شرعية، لأنها بعيدة عن المراقبة الجُمرُكيّة أو الأمنيّة، وسواء كانت عن طريق البحر، أو البرّ، أو الجو.[٤] دوافع الهجرة السريّة تعود أسباب الهجرة السريّة للعديد من الأسباب، وهي كما يأتي:[٣] الدافع الاقتصادي يُعتبر الدافع الاقتصادي أحد أهم الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى خوض مغامرة الهجرة السرية، دون النظر إلى مخاطرها أو للمخالفات القانونية التي يرتكبونها، ويتلخّص هذا الدافع في انخفاض الأجور، والبطالة، وتدني المستوى المعيشي لأولئك الأشخاص في وطنهم الأّم، مما يجعلهم ينظرون إلى بلاد المهجر وكأنها الجنّة الموعودة التي ستعدهم بالأجور المُجزية، والتقدير الكبير الذي يتلقاه الأشخاص الموهوبون في تلك البلاد، حيث تعتبر هذه الأمور من العوامل التي تجذب الكفاءات إلى بلاد المهجر.[٣] وقد لوحظ بأن الدول الفقيرة هي الدول الطاردة والتي تتمثل في دول كل من قارة آسيا، والقارة الأفريقية، ودول أمريكا اللاتينية، والدول الجاذبة للهجرة هي الدول المتقدمة التي تتمثّل في دول الغرب الأوربي، والولايات المتحدة الأمريكية.[٣] الدافع الاجتماعي يرتبط الدافع الاجتماعي بشكل طردي مع الدافع الاقتصادي، حيث إن تدني مستوى المعيشة والبطالة من العوامل الاقتصادية التي تنعكس بشكل سلبي على الحالة الاجتماعية والنفسية للأفراد، حيث يتطلّع الأفراد إلى الهجرة من أجل الوجاهة الاجتماعية التي يفتقدونها في بلادهم، وذلك بسبب الفقر والبطالة، لذا يقبلون مخاطر الهجرة السريّة، ويندفعون نحوها من أجل تحقيق أحلامهم.[٣] وقد أصبحت الهجرة من العمليات الضرورية وإن كانت مؤقتة، وذلك من أجل جمع أكبر كمّ من المدخرات من أجل إقامة مشروع صغير، والحصول على مسكن لائق، والزواج، ولهذا فإن الدافع الاجتماعي هو أحد الدوافع التي تُسبب انتشار ظاهرة الهجرة وإن كانت سريّة.[٣] الدافع السياسي يتمثّل هذا الدافع بوجود نظام حكم جائر أو وجود الصراعات السياسية، مما يتسبّب في هروب المواطنين إلى الدول الأخرى وخصوصاً الدول المجاورة، التي تتميّز بالسلام والهدوء، وتأتي الحروب الأهلية والدولية في مُقدّمة الدوافع السياسية التي تتسبب في الهجرة من بلد إلى آخر يتميز بالاستقرار والأمان، فإن لم تُفتح الحدود للأشخاص المنكوبين بشكل شرعي، فلا خيار أمامهم سوى اللجوء إلى الهجرة السريّة.[٣] آثار الهجرة السريّة ساهمت الهجرة السريّة في ظهور عدد من الجرائم، وانتشار بعض من الأمراض والأوبئة المختلفة، وللهجرة السريّة عدة آثار في العديد من جوانب الحياة التي تتمثّل فيما يأتي:[٥] الآثار الاقتصادية والتنموية: تتمثل الآثار الاقتصادية والاجتماعية، فيما يأتي: تزايد عدد الجرائم الخاصة بغسيل الأموال. انتشار عدد من المشاريع الوهميّة. تزايد نسب البطالة. زيادة الضغط على الخدمات والمرافق العامة. انتشار العمالة غير الضرورية ذات القُدرة الإنتاجية المُنخفِضة. ظهور عدم توازن بين العرض والطلب في سوق العمل، وذلك بسبب زيادة عدد العمالة المُتسلّلة للبلاد. الآثار الصحيّة: من الممكن أن تتسبّب الهجرة السريّة في انتشار الأمراض والأوبئة التي تتمثّل في مرض التهاب الكبد الوبائي، والإيدز، والسارس، وقد لا تتوفر لدى المهاجرين بشكل سرّي القُدرة على دفع النفقات الخاصة بالعلاج. الآثار الاجتماعية: من الممكن أن تُسبّب الهجرة السريّة عدداً من الآثار الاجتماعية على بلاد المهجر، وهي كما يأتي: ظهور ما يُعرف باسم الأحياء العشوائية. تدهور الصحّة البيئية. ظهور عادات غريبة وقيم جديدة في المجتمع، مثل البطالة، والتسول. تراجع المبادئ والقيم لأبناء البلاد. الآثار الأمنية: يشكل هذا الأثر هاجس الأمن الأخطر، وذلك بسبب زيادة حدّة معدلات الجرائم وتنوعها، فمن الممكن أن تساعد الهجرة السريّة على دخول بعض الذخائر والأسلحة، مما يزعزع أمن الدولة، كما من الممكن أن يسبّب هذا النوع من الهجرة ظهور أفكار مُتطرفة، أو أفعال جرمية في حال لم يتمكن المُهاجر من الحصول على المال. المراجع ^ أ ب سعد عبد الرزاق محسن الخرسان (20/2/2015)، "المحاضرة الثانية عشر الهجرة تعريفها وانواعها ودوافعها ونتائجها"،


أسباب الهجرة

وقد جاءت هذه الهجرات نتيجة مجموعة من العوامل المتنوعة:

  • 1-رسم وتحديد الحدود السياسية بين دول المنطقة بعد خوضها لحروب استقلال طويلة، أسفرت عن شطر المجتمعات ذات الهوية المشتركة وتوزيعها في أكثر من دولة، وبالتالى فإن بعض هذه المجتمعات تمتع بوفرة في الأراضى وانخفاض في الكثافة السكنية وقلة الأيدى العاملة، مما جعلها مقصدا للعديد من موجات الهجرة من الدول المجاورة، والتى سهلت عبور الحدود بلا مشقة أو صعوبة كبيرة وفي هذا الإطار، تعد الأرجنتين من مناطق الاستقبال الرئيسية للمهاجرين من الدول الملاصقة لها والتى استهدفت في البداية المناطق الحدودية، وسرعان ما تخللت موجات الهجرة إلى المناطق الحضرية في الأرجنتين، خاصة بوينس أيرس، التى كانت مركزا ومحورا للتنمية الصناعية والخدمات وانضمت فنزويلا وكوستاريكا والمكسيك إلى الأرجنتين من حيث استقبال موجات المهاجرين من الدول المجاورة والعابرة للحدود، حيث تستقبل فنزويلا موجات من المهاجرين من دولة كولومبيا الملاصقة لها، وأهالى نيكاراجوا في حالة كوستاريكا، وأهالى جواتيمالا بالنسبة للمكسيك.
  • 2-أزمات النفط في السبعينيات من القرن العشرين وأوائل القرن الحادى والعشرين، حيث شهدت هذه الفترات ارتفاعا متواصلا في أسعار النفط، والتى أسفرت عن حدوث اختلالات وتفاوتات إضافية بين دول أمريكا اللاتينية من حيث معدلات النمو الاقتصادى، حيث تمتعت الدول المنتجة للنفط مثل: المكسيك وفنزويلا وكوستاريكا، نتيجة ارتفاع أسعار النفط، بازدهار اقتصادى أتاح لها زيادة استثماراتها في مشروعات البنية الأساسية من مرافق وخدمات وكذلك المشروعات الصناعية، مما استدعى جذب المهنيين والفنيين وأعداد أخرى من العمالة غير المحترفة للعمل في هذه المشروعات، ومنحهم رواتب مجزية تضارع بل وتفوق أحيانا كثيرة الرواتب والأجور التى يعرضها أصحاب الأعمال في الدول المتقدمة مثل كندا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية وفي المقابل تكبدت الدول المستهلكة للنفط دفع مبالغ هائلة لتدبير احتياجاتها من النفط، مما انعكس سلبيا في تقليصها للإنفاق على المشروعات الاقتصادية المخطط تنفيذها، ووقف تنفيذ العديد من المشروعات التى كان يجرى العمل فيها، مما أدى إلى انضمام الآلاف من العمال إلى طابور العاطلين عن العمل، والبحث عن فرصة عمل في الدول النفطية المجاورة.
  • 3-استيلاء العسكريين على الحكم، حيث منيت دول الأرجنتين وشيلى وأوروجواى في عقد السبعينيات من القرن العشرين بأزمات سياسية واقتصادية أدت إلى استيلاء العسكريين على الحكم، وتبنيهم لسياسات الاستبداد والتسلط في مواجهة المعارضة وتصفية رموزها جسديا، علاوة على توجيه الاقتصاد لخدمة المؤسسة العسكرية وتوزيع عوائد التنمية على النخبة العسكرية وحرمان غالبية المواطنين منها، مما دفعهم إلى الهجرة إلى دول مجاورة مثل المكسيك وفنزويلا وكوستاريكا، أو إلى أوروبا واستراليا والولايات المتحدة وكندا، والتى شهدت موجات هجرة مكثفة إليها في عقد الثمانينيات، الذى وصفته اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبى بأنه ـ العقد المفقود للتنمية ـ، نظرا لتجميد مشروعات التنمية الاقتصادية في الدول الطاردة للعمالة.
  • 4-تطبيق عدد من دول المنطقة لبرامج الإصلاح الاقتصادى، التى ارتكزت على تخلى الدولة عن إدارة المشروعات والصناعات وبيعها للمستثمرين ورجال الأعمال، الذين اتجهوا إلى التخلص من آلاف العمال والفنيين في إطار عملياتهم لإعادة هيكلة هذه المشروعات اقتصاديا وماليا، وتوقف الدولة عن القيام بمشروعات أو صناعات جديدة لامتصاص فائض العمالة لديها، علاوة على تخلى الدولة عن إدارة مشروعات بعض المرافق العامة والبنية الأساسية مثل: الاتصالات والطرق والرعاية الصحية والإسكان والتعمير وهى المشروعات ذات الاستخدام الكثيف للعمالة، وتسليمها للقطاع الخاص الذى اتجه للتخلص من العمالة الزائدة بهذه المشروعات باعتبارها السبيل الوحيد أمامها لخفض نفقات التشغيل، خاصة مع رفض الدول لزيادة أسعار الخدمات التى تقدمها هذه المشروعات.




تم عمل هذا الموقع بواسطة